عيد لا ينضي

عيد لا ينقضي ( بقلم لبنى الزيود )

عرفتها ...لوقتٍ كافٍ ..كي أدرك أنها تتدثر بالحب ..وتفترش الخوف على من تحب ، ولطالما أسرفتْ بهذا الخوف ..حتى أنها تلتحف بتسبيحات ودعاء لا يكاد ينقطع ، ليكلأ الرحمن برحمته أحباب ذاك القلب المثقل بالهم
...وبكمٍ لابأس به من أحلام ووعود ..لمن تجزم أنهم لا شك ملاذ آمالها ..وآلامها ..
أكل النحول ملامحها ..وبات شحوبها يمتص ما كانت تملك من ألق .. ويحكم عليها بغربة مزمنة ..أما هم .. فأحبة إحتضنتهم ..وكأنما سنيّ عمرها وردة جورية ..نثرت بتلاتها على أحلامهم ..ليغدو حبها لهم كالغذاء
والكساء ..الذي يقيهم - بفضل الله - حر الصيف وبرد الشتاء ..وشرور الخلق
وكأني بها ترقب منهم كل التفاتة ..كل نظرة ..كل همسة .. تسترق السمع
إلى نبض قلوبهم .. إلى صوت الهواء المتدفق إلى رئاتهم ...وخرير دماء تتسابق في عروقهم ... لتطمئن ..فتهدأ الزوبعة الدائرة في خاطرها .
كأنما خلقت مجبولة بقلق أبدي ..لتبقى الذابلة الهزيلةالراضية ..التي رغم
الضنك ..وريح الزمان العاتية ..ظلت واقفة ، رصيدها الإيمان ..وبعض من
صبر جميل ، غرست ملامحه في ملامحهم ..ليصبح صلاتهم في كل فجر .
كم من مرة كسرت الأحداث قلبها ..!! لتتركها شاردة في سكينة ..بنظرة فيها غموض رائق ...ومهما حفرت الأيام في روحها ...فعشاء العصافير ..أول ما تفكر به عندما تفتح عينيها في كل صباح ...أراها تمضي التهار هادئة ..بينما تفزع تنهداتها الليل ..
هذه أم .... لن أحتفل بها في عيد الأم ...كونها ما انقطعت عن كونها أم ..
في أي يوم ....
لبنى الزيود / نشرت في جريدة الغد يوم الجمعة 7 / نيسان /2006